الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث بسبب 100 مليون ذبُلت الزهرة وأٌطفئت الشمعة: وفاة الناشطة الحقوقية ميساء بن حميدة وجدّها يكشف أسباب موتها ويتهم الحكومة؟

نشر في  23 ديسمبر 2018  (20:51)

انتقلت الى جوار ربها مساء امس السبت الناشطة في المجتمع المدني الشابة ميساء بن حميدة البالغة من العمر 21 سنة وأصيلة مدينة بني حسان من ولاية المنستير وذلك بعد اصابتها بمرض خطير تمثل في عطب في شرايين الرأس ويسمّى بلغة الاختصاص" آنيفريسم-Anévrisme "، ولعلّ ما تسبب في فاجعة وفاتها المفاجئة اكتشاف إصابتها بهذا المرض مؤخرا وعدم تمكن عائلتها من جمع المال المقدر بـ100 ألف دينار لإجراء العملية الجراحية في مصحة خاصة لإنقاذ حياتها بعد استحالة إجرائها في المرفق العمومي إلا بعد 3 سنوات وفق ما أكدها أقارب الراحلة.

وفي هذا الإطار نشر جد الراحلة تدوينة على صفحته الخاصة بالفايسبوك تحدث فيها عن تفاصيل مؤلمة لوفاة الشابة ميساء بن حميدة التي خلف رحيلها الألم واللوعة في قلوب كل من عرفها لما تميزت به من خصال وخلق رفيعة.

وفي ما يلي ما نشره جدها السيد بوبكر بن حميدة: 

 "حسبنا الله فيك يا حكومة... الجبناء يا حكومة 

العملاء و الاغنياء
......................
هو االقضاء و القدر و إنها حكمة ربّنا الرحيم
و حكمة ربّنا العزيز الحكيم..
الذي اراد ان يبتلينا بالصبر عند مواجهة اعظم
مصيبة في هذه الدنيا الفانية...مصيبة الموت...
مصيبة فقدان اعزّ الناس في قلوبنا وهو في عزّ
العطاء و عز الشباب و عز النشاط ....
هذه صورة حفيدتي الغالية " ميسا بن حميدة "
الحنيّنة صحبة والدها في ليلة عرس احدى
قرائئبها و لم تكن تدري انها ليلة زفافها الى
الرفيق الاعلى و لم تكن تدري أنه ستصيبها
جلطة دماغية و موت سريري و تكمل بقية
ايامها في هذه الدنيا ميّته و هي على قيد الحياة
نتيجة اهمال الدولة لقطاع االعمومية و السعي
لخصخصة هذا القطاع مهما كلّف ذلك من تدمير
و موت و دموع و اوجاع بين صفوف الطبقة الوسطى
و الفقراء...
منذ شهرين اكتشفت الفحوصات الطبّية فن ميسا
تشكو من عطب في شرايين الرأس يسمّى بلغة الاختصاص
" آنيفريسم-Anévrisme "
وعلينا اصتحابها للمشفى الوحيد في العاصمة المختص
في اجراء هذه العمليات في ضرفشهرين على اقصى
تقدير لانقاذها واكمال حياتها كساء الناس
فامتنعت هذه المؤسسة عن اجراء هذه العملية الا بعد
ثلاث سنين بسبب كلفتها المرتفعة وما علينا اجراءها
الا في مصحة خاصة تكلّفنا " مائة الف دينار" في وقت 
ضيق لا يسمح لنا بجمع كل هذا المال
عرض ابني مكسبه الوحيد وهو بيت سكناه
و عرضت عليه العائلىة مساهمة بسيطة بخمسة ملايين
او عشرة باقصى تقدير فلم يتمكن من بيع العقار
و لم يتمكن من جمع المال في هذا الوقت الوجيز
و كانت النتيجة فقدان فلذة كبدنا و دموع الحسرة
والأسى...
حسبنا فيك يا حكومة... الجبناء يا حكومة 
العملاء و الاغنياء".